أنت ونفسك
كيف الواحد فينا يرجع لنفسه بعد ما غاص وتعمق لفترة طويلة بكل شيء حوله عدا نفسه .
من فترة قررت أن أعتزل كل اللي حولي وأختلي بنفسي ، أختلي بأفكاري ومشاعري ، وظُلمتي اللي تجاهلتها لفترة طويلة . لكني كنت ألاقي نفسي أهرب مني ، حتى لو كنت قاعدة لحالي وأطالع بالجدار الأبيض الفارغ اللي قدامي . كانت وسائل هروبي تتنوع مابين رواية أقرأها ، وطبخه أطبخها ، وبرنامج أتابعه ، كنت مقتنعة أني قاعدة أسوي هذا كله لأجل نفسي ، لكن الحقيقة كانت أني كنت اسوي هذا كله لأجل أهرب منها .
وأتساءل الحين ، أيش اللي يقود الواحد فينا لهذه المرحلة من عدم القدرة
من مواجهة الذات ؟ ، هل هي مخاوفنا وألامنا اللي دفنها عميقاً بداخلنا؟ ، ولا عدم قدرتنا على تقبل أخطاءنا وحقيقتنا ؟. أظن السبب هو الجهل ، جهلنا بأنفسنا ، جهلنا وقلة معرفتنا بالعالم اللي بداخلنا ، اللي ولا مره فكرنا نكتشفه .
في الحلقة الإفتتاحية للموسم الجديد من بودكاستي الأحب "عقل غير هادئ" قال مبارك الزوبع " أنا هربت لين صدمت بشخص رجعني لي"
ما أدري إذا مبارك أصطدم بذاك الشخص بشكل إيجابي أم سلبي ، لكن أتساءل : هل من الضروري نصطدم بشخص عشان نرجع لأنفسنا ؟ ، هل ضروري ننخذل ، نتألم ، نعاني ، عشان نرجع لأنفسنا ؟ ، هل نفسنا مُجرد محطة نستريح فيها بعد ما عوضنا وتعمقنا بكل شيء مولنا عداها ؟ .
مبارك أصطدم بشخص ، ورجعه لنفسه ، أنا ظنيت إني أصطدمت بشخص ، لكن لم رفعت راسي وأمعنت النظر ، أكتشف ان هذاك الشخص ما كان إلا أنا .



تعليقات
إرسال تعليق