إن لم أكن شمسًا، لكنتُ زهرة دوار الشمس
الرابع عشر من يوليو
القاهرة | مصر
الإثنين، ٥:٤١ م
في هذه اللحظة، يغمرني الهدوء.
أنظر نحو الباب المؤدي إلى الحديقة، أتأمل أوراق الشجر وهي تتراقص بنعومة تحت نسمات الهواء التي تهب بين لحظةٍ وأخرى. تناسب هذه النسمات نوحي، تلمس بشرتي ووجهي بأطرافها الباردة، تداعب مسامي بلطف ثم تختفي. استيقظتُ اليوم وكل هدوء العالم يسبح في فضاء قلبي بسَعَةٍ لم أشعر بها من قبل. ربما السبب يعود إلى جلسات العلاج بالكتابة التي أجريتها في الأيام الفائتة؛ ففي كل جلسةٍ منها كنتُ أسكب كل الفوضى التي تختبئ بداخلي على الورق، حيث أشعر بالأمان دائمًا. كلما قمتُ بفعل أي شيء لإزالة الطبقات التي تتراكم فوقي مع الأيام المزدحمة والسريعة، شعرت بأنني أزداد هيامًا بي، أزداد عشقًا لكل ما يعني أن أكون «أنا»، لكل ما يجعلني «مأوى»، للكلمة، للغة، ولقدرتي على خلق المعنى من كل ضيقٍ وضياع.
اللغة هي وسيلتي الأولى لأجد حبي الخاص تجاه نفسي، لأبعثرني وأرتبني من جديد. هي ضمادة ألفّها على جروحي بلطف، إلى حينٍ تشفى بلطفٍ أيضًا.
هذه الأيام هي من تلك الأيام التي أعيشها بصمت؛ أيامٌ أُصغي فيها إلى ضجيجي الداخلي، وأحاول أن أرتبني في نسيجٍ واحد، كما نرتب كومة خيوطٍ مبعثرة، وهذا أمرٌ لذيذ على قلبي. لحظات الصدق والاتصال مع الذات هي أهم ما يمكن للمرء أن يمنحه لنفسه في ظل عالمٍ سريع التقلّب والتغيّر. أؤمن بأن من ليس بمقدوره أن يمنح نفسه هذه الحميمية لن يستطيع أن يمنحها لأيٍّ كان، ولن يتعدى عطاؤه في هذا الوجود كونه عملًا سطحيًّا رماديًّا خاليًا من أي روحٍ أو صدق؛ لذا، في أيام ابتعادي عن نفسي، أجد أن كل كلمةٍ أكتبها محضُ هراءٍ لا غاية منه، لأن على الكلمة وهي في طريقها للخروج أن تحمل معها عبق الصدق والأصالة.
يوليو، أول شهرٍ من شهور صيف القاهرة الثلاثة. الشمس ساطعةٌ سطوعًا أعشقه، لدرجة أنها السبب الوحيد الذي ينتشلني من الفراش صباحًا. بدأت علاقتي مع الشمس منذ غادرت جدة؛ ففي مقديشو، البيوت مبنيةٌ بأسلوبٍ يجعل الشمس أحدَ سكان المنزل، كانت، من لحظة شروقها وحتى غروبها، لا تفارقني. وفي مصر، بعد كل شتاءٍ قارس، يكون ضوؤها ودفؤها رفاهيةً أنتظرها بفارغ الصبر. تقول إحدى صديقاتي: إنني لو لم أكن إنساناً لكنتُ شمسًا، ولو لم أكن شمسًا، لكنتُ زهرة دوّار شمسٍ بالتأكيد، إذ إنني أتبع ضوءها أينما حلّ. وأنا أرى أنني إن لم أكن الاثنين، لكنتُ شجرةً، تعيش لأجل شمسها



تدوينه الجمعه اللي أنتظرها طول الأسبوع❤️.
ردحذفتصالُح ذاتي جميل عميق دافئ وحاله من القناعه والرضى
ردحذفكم هي جميله روحك..
يطري علي مرات ب ان اطلق عليكي اسم نيرفانا بالمعنى الروحي وليس الحرفي
لما فيه من صفات جميله تلامس روحك من الصفاء والسلام التام وتحرر النفس من جميع الشوائب والتعلقات وتصل إلى حاله من الوعي الأعلى. 🤍🫶انتي كذلك🫶🤍